تطبيق المسلم - MuslimMessenger

تطبيق المسلم - طريقك إلى الجنة :)

الخميس، 3 أغسطس 2017

طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -


هو طلحة بن عـبيد الله القرشي التيمي ، أبو محمد ، أحد العـشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، وأحد الخمسة الذين أسلموا عـلى يد أبى بكر- رضي الله عنه - ، وأحد الستة أصحاب الشورى .
إنه عـملاق من عـمالقة الإسلام ، وفارس من أشجع الفرسان ، ورجل من أولئك الرجال الذين كان لهم أطيب الأثر وأعـظمه فى الفتوحات الإسلامية الأولى .
وبين أبيه وأمه نمت طفولته ، وترعـرع شبابه ، وتعـلم عـلى أيديهما الكثير من شئون الحياة والتخلق بالأخلاق الكريمة ، والصفات الحميدة ، حتى إذا بلغ مبلغ الرجال تزوج حمنة بنت جحش ، أخت زينب زوج النبى صلى الله عـليه وسلم . 
نشأ طلحة - رضي الله عـنه - فى مكة ، وتعـلم الرماية بالسهم والإصابة بالرمح ولما شب عـن الطوق أختار طريق التجارة ، ومن هنا عـرفته أسواق بصرى والشام ، عـرفته تاجراً صدوقاً ، وخبرته بائعـاً سمحا ، وسارت حياة طلحة - رضي الله عـنه - ، بين ظعـن وإقامة ، وحل وترحال ، وتوالت الأيام ، وكرت الليالى ، وهى لا تخرجه عـن مزاولة التجارة .
ولما بُعـث محمد صلى الله عـليه وسلم وآمن برسالته أبو بكر- رضي الله عـنه - ، فلما سمع طلحة - رضى الله عـنه - هذا الخبر لم يتلكأ ولم يتلعـثم ، بل إنه بمجرد أن دعـاه أبو بكر استجاب لنداء الحق فهو يعـلم يقيناً أن محمداً هو الصادق الأمين بلا منازع ، وأن أبا بكر هو التاجر الصدوق الذى لا يمكن أن يجتمع مع الحبيب صلى الله عـليه وسلم عـلى ضلالة أبداً ، وذهب طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وبالرغم من ثرائه ومكانته بين قومه ، إلا أنه أوذي في سبيل الله ، فكشف الله عنه هذا العذاب والابتلاء ، وكان من الذين أنعم الله عليهم بالهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعيداً عن أعين كفار قريش وسطوتهم .
وبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وبعد أن سمع تلك البشرى من الحبيب صلى الله عليه وسلم ظل يبحث عن الشهادة في مظانها ، فشهد المشاهد كلها مع النبى صلى الله عـليه وسلم عـدا غـزوة بدر ، واُتفق أنه غـاب عـن وقعـة بدر فى تجارة له بالشام . 
أما في غزوة أحد وبعد أن كان الجيش الإسلامي الصغير يسجل نصرا كبيرا وساحقا على مكة ، وقعـت من أغـلبية فصيلة الرماة غـلطة فظيعـة قلبت الوضع تماماً ، وأدت إلى إلحاق الخسائر الفادحة بالمسلمين وكادت أن تكون سبباً فى مقتل النبى صلى الله عـليه وسلم ، وقد تركت أسوأ أثر عـلى سمعـتهم ، والهيبة التى كانوا يتمتعـون بها بعـد بدر ، فلما رأى هؤلاء الرماة الغنائم الكثيرة فغلب عليهم حب الدنيا ، فقال بعضهم لبعض : الغنيمة ، الغنيمة ، ظهر أصحابكم ، فما تنتظرون ؟! ، وبالرغم من تذكير قائدهم (عبد الله بن جبير ) لهم بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يلق الأغلبية لهذا التذكير بالاً ، وأرادوا أن يأخذوا مثل ما أخذ الناس من الغنيمة ، فغادر أربعون رجلاً من هؤلاء الرماة موقعهم من الجبل وهكذا خلت ظهور المسلمين ، ولم يبق إلا ابن جبير وتسعة من أصحابه ، التزموا مواقعهم حتى يؤذن لهم أو يبادوا .
فانتهز خالد بن الوليد - وكان مشركا - هذه الفرصة ، فاستدار بسرعة خاطفة فلم يلبث أن أباد عبدالله بن جبير وأصحابه ، وانقض على المسلمين من خلفهم وصاح فرسانه فعرف المشركون من الأمام ما وقع فانقلبوا على المسلمين ، وأحيط المسلمين من الأمام والخلف .
وكان حول الرسول صلى الله عليه وسلم تسعة من الصحابة ، سبعة من الأنصار ورجلين من قريش هما طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص ، فلم عرف المشركون مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكروا عليه وهاجموه ، فكان عراك عنيف بين هؤلاء التسعة والمشركين ، ظهرت فيه التضحية والحب والتفاني والبطولة ، فقاتل الأنصار قتال شديد حتى قتلوا جميعا وكان أخرهم عمارة بن يزيد ، وقاتل طلحة قتال شديدا حتى قُطعت أصابعه فقال : " حسّ " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو قلت : بسم الله لرفعـتك الملائكة والناس ينظرون " ، ثم رد الله المشركين . 
وعـن قيس بن حازم قال : رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبى يوم أحد . 
ووصلت الجروح التي بجسده إلى حوالي تسعـاً وثلاثين أو خمساً وثلاثين جرحا وشلت أصبعـه أى السبابة والتى تليها ، وقيل أن السبب في قطع أصابعه والشلل الذي أصابه أنه وضع كفه في طريق سهم متجه لرسول الله ففداه بكفه ، وقال النبى صلى الله عـليه وسلم فيه يومئذ : ( من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشى عـلى وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عـبيد الله .
وروى أبو داود الطيالسى عـن عـائشة رضى الله عـنها قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال : ذلك اليوم كله لطلحه . 
وعن عيسى بن طلحة: أن أعرابيا أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فسأله: من الذين قضوا نحبهم؟ فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، ودخل طلحة من باب المسجد وعليه ثوبان أخضران، فقال: " هَذَا مِنَ الَّذِينَ قَضَوْا نَحْبَهُمْ".
وأصيب الرسول صلى الله عليه وسلم أصابات شديدة فحمله طلحة - رضي الله عنه - وكانت قد أصيبت إحدى رجليه فكان يمشي بعرجة ، وجعل يسوي رجله أدبا لرسول الله الذي يحمله فشُفي من العرج . 
ومع كل هذه الشجاعة كان طلحة رجلا كريما ، فعـن قبيصة بن جابر قال : صحبت طلحة ، فما رأيت أعـطى لجزيل مال من غـير مسألة منه . 
وقُتل طلحة - رضي الله عنه - يوم الجمل بسهم غرب – أي لا يدري من الذي رماه – وقيل : إن الذي رماه هو مروان بن الحكم .
وعن المثنى بن سعيد قال : أتى رجل عائشة بنت طلحة فقال : رأيت طلحة في المنام ، فقال : قل لعائشة تحولني من هذا المكان ; فإن النز- الرطوبة أو الماء - قد آذاني . فركبت في حشمها ، فضربوا عليه بناء واستثاروه . قال : فلم يتغير منه إلا شعيرات في إحدى شقي لحيته ،أو قال رأسه ،وكان بينهما بضع وثلاثون سنة ، وقيل أن عائشة بنته هي من رأت المنام.
فرحم الله طلحة ورضي عنه .

هناك تعليق واحد:

كن إيجابي و شارك برأيك :)